فجر أمل لوثته قطرات دماء غاليه ...
( خيبة أمل )
أم فقيرة … لم تمتلك سوى كلمات صلاة وهمسات دعاء ، تعلوها ملامح دمع وأتربة أوجاع تدنيها ،
مات رجل كان لها عونا ..
ففارق ذوج قسى قلبه برحيله ، تاركا ابناه اللذان حملا عنه رحمة لم تهدى لهم الا طريق شوك وورود ،
فتارة اسعاد قدر … لم يزل حتى تبليهم الحياة دموع ..
داعبت لهم العجوز أعوام فتذوقت أحلامها ،
وتوارت للقمة عيش من شفقة اناث يصاحبها الشموت ، وأصبح الدين عنوان يروق لمن ليس فى قلبه حياء …
( صراع قلب وعقل )
كبرا من ذاقت العجوز لهما مرارة الأيام ، حتى بلغ من العمر أحدهم الخمسة عشر عاما ..
رافق طريق الأمل طريق خفى
يمتلكه شيطان لم يعرف الا السكينة فى وقر ليس به سوى ضحايا تهيأ لهم الموت بالنجاة ،
فصاحبا صديق سوء عاق فجر تمنته العجوز من الظلام ..
عرفوا طريق تمرد على ما يجدون فقر وهوان ،
كثرت الأحزان ولم تجد الأم العجوز سوى البكاء .. فقد هدر ماعانت اليه لترضيهم ، وهدم ماكانت تتمناه ،
فكان أول خيار سوء لهما خضوع لأول تدبير لسرقة .. وطريق ما كانا بسالكيه ،
، وتفقدت العجوذ ما كانوا يفعلون حتى فاضت عيناها دموع لم تكن لها الا رفيقة لما تبقى من حياتها ،
فزات اليوم الذى ما كان أحدهم يتمناه .. التفاف حول بيت بالجوار يمتلكه وجه شيب اذ يعيش رجل بمفرده ،
وما كان منهم الا رهبة تغمرهم يستحوذ عليها اصرار خوض لما كانوا يفعلون ،
فصراع قلب وعقل يتحديان قدوم الأخ الأكبر ، وما يجد الا فرار ، تاركا الآخر الذى كان يبلغ من العمر خمس وثلاثين عاما ، زاحفا يحمل ثوبه الرمال …
( خطوات شيطان )
بيت مظلم تهوى اليه الطيور لوقورها ، يأوى شيخ بمفرده ، يحمل كتاب تزينه الكلمات
اذ بأنفاس هول تصاحبها ضربات قلب تسمع الآذان ،
تثاقلت قدماه .. ليسمع قول الله
@ اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون @
فلم يشعر بغير سكينة يبديها ، وما كاد أن رآه الشيخ اذ فر هاربا .. يعاتب الأقدار ،
عاد الى الأم العجوذ التى أصبحت لم تملك القوت الذى كانت تجنيه ،
بحث شوقا لفرصة عمل لأيام قساة ، وليوم تعلق قلبه باحداهن وتوالت لرؤياها خفقات قلبه .. ليمتلكه انبهار وينتابه شعور بأنه الحب ،
علا شأنه بعينها التى لم ترى فيه سوى نزوات تودى لأموال وأحلام ،، فلاتجنيها الا بصحبته !
ارتبطيان بذيجة تناثرت لها الورود ..فأقبلت لفراقهما الأقدار ، حافتها شموع كاذبة لم تسود الا ظلاما ، فرياح مل وأوهام أمنيات
لتخلق أشواق لغيرذوجها ……. فتخون
سريرة تخزيه بين جدران الطرقات ، فأصبح بين موت وأنفاس حياة ،
عاد لأحضان العجوذ التى لم تزل تناظرهم لما يفعلون ، بكاء لم ينقطع ، بل آهات أفواه بحياة لم تقبل بوجودهم ،
فسعى لجلب رزق لأم كادت أن تفقدها الدموع بصرها ،
تباعدت بينه وبينها اللحظات بل الأيام وشهور ، عانت العجوذ فتراكمت الأحذان وأصبحت تحيا ببدن وقلب لها يموت …
( فجر أمل لوثته قطرات دماء غالية )
عاد الابن الأكبر اليها اذ لم يجد لهفتها لاشتياقه تثور ،
فأوى الى عجوذ قد فقدت النور الذى كان يهديها .. وما تسمع الا همس ،
الى أن سال دمعه فلم يقوى على خفاهه
واسكات صرخات قلبه التى كانت يعلو صوتها فيصدقها الأنين ،
وآوى اللى طريق كان لم يعرف منتهاه ، لجأ اللى عمل يغنيه فقد من عليه به احدى الصالحين ، وتوالت النجاحات واذاد علما وأصبح لمن حوله مصدر أرزاق وامل تعلق به حياتهم ، وسرعان ما عاد يكمن للعجوذ سرور ، حتى اذ وجد عندها اخيه الأصغر
وكان قد بدى عليه الحزن وتتشتت لهول ما كان عليه الأذهان ، فلجأ اليه مهللا ،،
مالكم من دمع بعد الآن فقد أصبحت ميسورا ،
وما وجد الا صمتا فشفاة متدانية ، الى أن قال ……….. بعت احدى كليتاى ،
فطر قلب العجوذ .. وما شعر أخيه الا بضياع أمل ملأ له الدنيا ضياء بعد ظلمات يأس طويل ..
وبين لحظات ..تهمس حزنا …. فجر أمل لوثته قطرات دماء غاليه !!
